حضرت يوم السبت الماضى الاحتفال بأول 10 قرى خالية من فيروس «سى»، أقيم الاحتفال برعاية مؤسسة الكبد المصرى ورئيس مجلس أمنائها د. جمال شيحة الذى بذل جهداً رهيباً لكى تكتمل ملامح هذا المشروع وليصبح الحلم حقيقة، أجمل ما هزنى وأثَّر فى وجدانى وأبهرنى هو وجود الفلاحين قبل الشخصيات العامة، أصر د. جمال على وجود الفلاحين فى الاحتفالية، رموز منهم ممن تم شفاؤهم، لقطة رائعة ولمحة لها دلالة، رقم عشرة سيتحول إلى عشرين وخمسين وخمستلاف قرية حتى تصبح مصر خالية تماماً من فيروس «سى» ونعلن انتصارنا عليه كما انتصرنا على البلهارسيا، لكن بشرط أن نعلن برنامجاً وقائياً محكماً ومنضبطاً، الجميل فى هذا المشروع هو المنهجية العلمية التى سارت بها خطواته، ففى البداية الفحص المبدئى السريع ثم التحليل التأكيدى للفيروس «بى سى آر» لمن ظهر تحليله السريع إيجابياً ثم تحليل تأكيدى للحالات السالبة ثم استكمال الفحوصات والتحاليل والأشعات للإيجابية، ثم بدء العلاج ثم المتابعة لجميع الحالات أثناء فترة العلاج ثم التأكد من الشفاء بعد العلاج، خطوات مضنية لكنها طبيعة العلم الموسوسة التى دوماً تبغى التأكد والتثبت والتحقق، وبلغ التدقيق أقصى مداه حين عرفت من المرضى الذين وجدوا فى الحفل والذين تم شفاؤهم أن العلب الفارغة كانوا يسلمونها لفريق د. جمال شيحة للتأكد من الجدية والالتزام، أتمنى فى الفترة المقبلة أن يمتد مشروع قرية خالية من الفيروسات الكبدية إلى الصعيد، ومتأكد إن شاء الله بالحماس الذى لمسته من د. جمال ومن فريق العمل المساعد أن قرى الجمهورية ستغطى جميعاً، فقد كنت من ضمن من تابعوا مشروع معهد الكبد بشربين منذ بدايته، منذ أن كان أرضاً تنتظر بذرة الحلم، كل طوبة كانت تضاف إلى المبنى كانت خطوة فى سبيل حلم الغلابة من مرضى الكبد، وبعدما انتهى المبنى وتم تجهيزه كأنه كان على موعد مع القدر، بدأ طابور الأدوية الحديثة يزيح الإنترفيرون بكل مشاكله، ظهر السوفالدى وأخواته وأحفاده وارتفعت نسبة الشفاء فى بعض تلك الأدوية إلى ما يقرب من المائة فى المائة، ربما كانت منحة إلهية لمن اجتهدوا وتعاطفوا مع مرضى الكبد الذين كانوا على الدوام جرحاً نازفاً فى ضمير هذا الوطن، شكراً لمؤسسة الكبد المصرى، شكراً للدكتور جمال شيحة، شكراً لكل من ساهم فى عودة ابتسامة مريض الكبد وضحية الفيروس.